إيمان الصفدي مدير عام
عدد المساهمات : 86 تاريخ التسجيل : 04/06/2013 العمر : 57 الموقع : عمّان\الأردن
| موضوع: دعاوى الإلهام الإثنين أكتوبر 14, 2019 2:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ظاهرة - ليست جديدة - إنما انتشرت كثيراً في هذه السنوات ، وهي ظاهرة إدعاء الإلهام .
كثير ممن ينسبون أنفسهم إلى العلم الشرعي والمشيخة يدّعون الإلهام من الله تعالى وأنهم يُحدَّثون بأحداث ستكون في هذه الأمة في أيام قادمة وأنهم مُكلفون بإبلاغ الأمة بها.
ويستشهدون على جواز ذلك الإلهام بما أوحاه الله تعالى - إلهاماً - إلى خلقٍ من غير نبوة ولا رسالة ، كإلهامه - سبحانه وتعالى - إلى = أم موسى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ) (القصص / ٧). = والحواريين : وذلك في قوله عز وجلّ : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) (المائدة / ١١١).
= والإلهام الغريزي; كالوحي إلى النحل: (وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِی مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتࣰا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا یَعۡرِشُونَ) (النحل: 68).
وغير ذلك.
وسماه وحياً لأن الإلهام شكل من أشكال الوحي المتعددة.
نلاحظ هنا أن هذا النوع من الوحي أو الإلهام كان في الأمم السابقة
ذلك أن شرائعهم لم تكتمل فاحتيج فيها لوجود الإلهام لبعض أفرادها بينما الإسلام شريعة مكتملة تامة فلا تحتاج إلى إلهام.
قال تعالى :
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة:3) والأحاديث التي تدل على وجود الإلهام في هذه الأمة تدل في الغالب على أن ذلك مقتصر على أفراد قلائل, أغلبها تحصر مسألة الإلهام بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . فقد روي في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يقول: " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ-وفي رواية صحيحة زاد عليها (مُلهَمون)- وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "
وهذا لا ينفي وجود الفراسة في هذه الأمة بل هي كثيرة
لكن أن يخرج علينا البعض بزعم أن إلهاماً ربانياً أتاه وقال له نبيء الأمة أو أوصل الرسالة التالية وما إلى ذلك فهي مزاعم لا دليل عليها.
والله تعالى أعلم | |
|